المدير العام Admin
عدد المساهمات : 178 تاريخ التسجيل : 09/09/2011
| موضوع: فضفضة قلبيه الخميس فبراير 23, 2012 1:58 pm | |
|
الحمد لله حمدًا لا ينفد، أفضل ما ينبغي أن يحمد. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له نصلي ونسجد، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، رسول لا يكذب، وعبد لا يُعبد، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان ما دعا الله داع وتعبد، وسلم تسليمًا كثيرًا ها أنتم الآن في الدنيا أخوتي مازلتم أحياء، فماذا أعددتم لما بعدها؟ وهل حاسبتم أنفسكم على أعمالها؟ وهل وقفتم معها موقف الناقد المحاسب الذي يسأل عن كل ما أمامه؟ فإن رأى خيرًا أمضاه، وإن رأى غير ذلك رجع إليه وأصلحه ضحك): ولا أنتوا معاها ذي بعضهم ما بيقول يا عم طنش – طنش تعيش – خليك فري – تاك ات ايزي يا عزيزي- عيش حياتك- بلاش التشدد ده – ساعة لقلبك وساعة لربك – لحية أيه ونقاب أيه ؟؟ ياعم المهم القلب – عمايلك دي هاتكره الناس فيك – ما تقعدشي كل شويه تقول قال الله وقال الرسول (صلى الله عليه وآله وصحبة وسلم) أصل يقولوا عليك متزمت – ما تقولشي على الموسيقى حرام ولا الاغاني إنتوا هاتحرموا علينا نفرح لنا شويه – عديها بقى – وغير ده كتير – والله أعلم – كلنا بنسمع كلام قد ده ألاف المرات للأسف
طيب ما تيجي نقف مع نفسنا وقفه بجد – ونقول لها إستني عندك بقى إنتي عاوزه توديني على فين ؟؟؟؟؟؟؟؟
لنقف مع أنفسنا هذه الوقفات القليلة؛ لعل الله أن يصلح حالنا ومآلنا ويسعدنا في دنيانا وأخرانا.
الوقفة الأولى:
إنه يجب على المسلم أن يكون متجهًا إلى ربه في كل عمل يعمله، فهو الذي يجازي الناس بأعمالهم، وهو الفعال لما يريد، والله سبحانه لا يجازي الناس بصورهم وأجسامهم، وإنما يجازيهم بأعمالهم، في الحديث: ((إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسامكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم)). وإذا علم الله من عبده حب الخير والحرص عليه وفقه له وقواه عليه ويسره له. ثم اعلم أن طاعة الله سبحانه وتعالى مقدمة على طاعة كل أحد، ورضاه مقدم على رضا كل أحد، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: ((من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس))، والناس عبيد الله، والعبد لا ينفك عن طاعة مولاه وامتثال أمره واجتناب نهيه.
الوقفة الثانية:
إنه ينبغي لكل عاقل أن ينظر في أقرانه وأحبائه وأهل بلده كيف اختطفهم الموت من بين يديه، لم تغنهم أموالهم ولا قوتهم ولا كثرة أولادهم، ولو جُعل الخلد لأحد لكان لرسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، يقول الله عنه: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ، ويقول: وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ، وليحرص الشاب على هذه النظرة؛ فالشاب يغره شبابه وقوته، ويطول به الأمل حتى يأخذه الموت على غرة، يقول ابن الجوزي رحمه الله: عجبت للشاب كيف يطول به الأمل، أوما علم أن من يأخذه الموت من الشباب أكثر ممن يأخذه من الشيوخ؟! قال: وانظر إلى من حولك، كم فيهم من معمِّر؟ أين البقية؟ لقد ماتوا شبابًا، ولئن عشت وطال بك العمر وهرمت فلن تكون في هرمك كشبابك، ستضعف القوة وتكثر الأمراض، وتشغلك الأعمال وكثرة الأولاد، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: ((اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وحياتك قبل موتك، وغناك قبل فقرك، وصحتك قبل مرضك، وفراغك قبل شغلك)). والسعيد ـ يا عباد الله ـ من استعد لما أمامه وجعل حياته ذخرًا لمماته واعتبر بالماضين ونظر في أحوال السابقين
الوقفة الثالثة:
الوقت هو رأس المال، وهو ميدان العمل ومرتع الطاعة والمعصية، فحافظ على وقتك، واقضه في طاعة الله عز وجل، فما مضى لن يعود، والغد غائب لا تدري أتدركه أم لا. وإن خير ما قضيت به الأوقات الإيمان بالله سبحانه والعمل الصالح، فهو الذخر والباقي لابن آدم، ولقد حثنا الله على استغلال هذا الزمان لما يقرب إليه فقال: وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ، قال الشافعي رحمه الله: "لو لم ينزل الله على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم". وإن أعظم ما يفقده المسلم في هذه الأزمان المحافظة على الوقت واستغلاله في طاعة الله عز وجل، يقول ابن الجوزي رحمه الله تعالى: "رأيت عموم الخلائق يدفعون الزمان دفعًا عجيبًا، إن طال الليل فبحديث لا ينفع أو قراءة كتاب لا يفيد، وإن طال النهار فبالنوم، وهم في أطراف النهار في الأسواق، قال: فشبهتهم بالمتحدثين في سفينة وهي تجري بهم وما عندهم خبر".
فاتقوا الله عباد الله، والزموا طريق السلف الصالح في المحاسبة والعمل، ( وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ ) ، ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) .
أخوتي في الله محاسبة النفس تحقق للإنسان السعادة والعزة في الدنيا والآخرة، أليس إذا حاسب نفسه انشغل بنفسه عن الآخرين، فأصلح نفسه وراقبها، وشغلته عيوبه عن عيوب الناس؟! روي عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: ((الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني)) رواه الترمذي.
وإذا كان هذا هو حال المحاسب نفسه فإن ذلك يثمر له محبة الله ورضوانه، فالله يحب المتقين ويرضى عنهم، يقول الله تعالى: بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ، وبهذا يبتعد الإنسان عن مزالق الشيطان، ولا يجد الشيطان إليه طريقًا.
ومحاسبة النفس دليل على الخوف من الله عز وجل وتقواه، ومن خاف من الله أسرع في السير إليه، ومن أسرع إلى الله وصل إلى الله، وفي الحديث: ((من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة)).
فأدب نفسك وقل لها قفي عندك لن أجعلك تقوديني إلى النار سأروضك وأعلمك كيف السبيل الى رضى ربك - أعانني الله عليكي؟؟؟
فاغتنموا عمركم بطاعة الله عز وجل، لعلَّ الله أن يوفقنا وإياكم لصالح القول والعمل. رب آتي نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها لك مماتها ومحياها جزى الله مشايخنا عنا خير الجزاء ونفعنا واياكم بهذه النصيحه وجمعنا واياكم في سوق الجنه __________________ | |
|